Saturday, January 23, 2016

بيرة منزوعة الكحول


الامل والعجز، هما سبب الانحطاط الاخلاقي، قد يكون الجهل بريئا في تلك المعادلة، فهو ليس الا غياب المعرفة، وهو عنصر محايد بعكس الامل والعجز، فالامل يعطينا رغبة في الاستمرار، والعجز يولد الخوف، فتدفعنا العاطفة التي تنتهك حرمة اخر خلية تعمل بكفاءة في ادمغتنا القذرة.

العاطفة تسير افعالنا، تبرر لنا ما لا يقبله عقل، بل مالا تقبله انفسنا، اسئلة لا اجابات لها تملئ بفراغ لا دليل عليه، وكم انت ساذج ان كنت ترى ان هذا لا يتعدى كونه فكرة، بل اشفق عليك من نفسك، فانت جزء من قطيع اغنام لا تدري متى اصبحت في منتصفه، يمشون فتمشي، ياكلون فتاكل، ويموتون فتموت، لا يميزك سوى رقم الطلاء الذي لا تراه على جلدك، لا تملك من امرك شيئا، رغم ان الابواب مفتوحة، والراعي نائم، ولكنك لا تجرؤ على استبدال خيالك البائس بواقع افضل، فقد تموت وحيدا ولا يبكي عليك احد، استبدلت اسمى ماقد اعطتك اياه الصدفة بحفنة من التبن، حتى تبقى لك ذاكرة في راس خروف آخر، مآله الى مائدة بدوي يحتفي بمولود جديد.

لماذا نرفض الاختلاف، لماذا نتمسك بخيالنا، هل كنا سندافع بضراوة عن خيالنا لو كان حقيقة؟ لماذا نخشى الكلمة اكثر من الخنجر؟ مشاركة الخيال مع الاخرين يعطيك شعورا بالاطمئنان، شعورا بالانتماء والحب والامان، قد ترفض قتل ابنك لو رفع السكين في وجهك، ولكنك سترميه الى الكلاب الجائعة لو هاجم خيالك، انت لا تريد من هذا الخيال سوى اجابة عن المجهول الذي يؤرقك، وماعدا ذلك فهو مجرد تقليد ومسايرة للقطيع، خوفا من الحرمان من الامتيازات التي اعطاك اياها الاخرون، والتي لا تعدل ذرة مقابل ذاتك ونفسك التي قدمتها بيديك الى كلاب الاخرين، يا لضعفك المقرف، تتصنع الاخلاق وتتغنى بالمبادئ التي تحملها، بينما لا تستطيع ان تجد هوية لنفسك، كيف تتغنى بالشجاعة اذا كان مصدرها غيرك، الم تدرك ذلك بعد؟ جرد نفسك من نفسك، ثم حاول ان تضع تعريفا لذاتك الذي توقف عن النمو بعد ان نبت شعر العانة لديك، واصبحت تدرك العيب، واصبحت تعرف لماذا هوية النساء في بيتك مجهولة.

هل تعرف من هو الجبان ومن هو عديم الشرف؟ كلاهما واحد ولكن بمبادئ مختلفة، كلاهما كاذب، ولكن الاول محمود والثاني مذموم، فالاول يكذب مضطرا، والثاني يكذب باختياره.