Tuesday, November 10, 2015

ابن العاهرة

هي عاهرة، كل المجتمع يراها كذلك، رغم انها نتيجة خطيئتهم، تخرج مرتدية ثياب الشرف بعد انتهائها من العمل، بعد ليلة حمراء قضتها مع زبون يردد على اسماعها تلك الكلمة ليشبع غريزته، هي بالنسبة له ليست سوى جسد بلا روح، ولكن هل دفع لها ما يكفي حتى ينكح جسمها وروحها بنفس الوقت؟ ليس هناك مبلغ كافي يستطيع ان يمسح دمعتها بعد ان انتهى ذلك الخنزير من اذلالها، ليس هناك ما يدفعها للاستمرار سوى ابنها الذي ترتشيه بالدمى والالعاب حتى يبتسم، ابنها الذي لا يصادقه احد، ولا يحبه احد، ويحذر كل الاباء ابنائهم من اللعب مع ذلك الطفل الصغير..ابن العاهرة.

لا ذنب لذلك الطفل في ما تفعله امه، ولكنه واقعي، يعلم تماما ان المجتمع لن يغفر له، لو اصبح طبيبا يعالجهم، فهو ابن عاهره، لو اصبح استاذا جامعيا، فهو ابن عاهره، ولو اصبح اشرف شريف وباع نفسه من اجل معاييرهم المتوارثة، فهو لا يزال ابن عاهره، ولكنه ذكي وعرف كيف يجبرهم على ان يغفروا له ذنب امه، هل من احد يستطيع ان يقول للقسيس: صباح الخير يا ابي، يا ابن العاهرة؟

قد تعتقد ان من يصيغ لك مبادئك هو استاذك، او امك او ابوك او طبيبك، او حتى المصرفي الذي يستولي على اموالك، ولكنك مخطئ تماما، من يصيغها لك هو من يملك احلامك دون ان يحققها لك، فلماذا يرغب الطبيب في ان تتعالج من مرضك، اذا كنت تدفع له باستمرار ليطعم اطفاله؟

لبس القسيس اجمل ثيابه، بهرجة لا يضحك على شكلها الا الاطفال والمجانين، وينحني امامها الكبار، صعد على المنبر واخذ يخطب، من اعطاكم الحق لتحددوا مفهوم العهر؟ هل تريدون ان احرمكم من احلامكم؟ اعلموا ان لكل امراة الحق في ان تستخدم جسدها كما تشاء، فإن اردت ان تسلبها شرفها؛ سلبت انا حلمك منك.

إما الشرف او الاحلام؟ قرار صعب الاتخاذ لو كانوا حيوانات، ولكنهم بشر، باعوا الشرف مقابل الاحلام، خرجت النساء في تلك الليلة بلا ثياب، ونام الرجال والابناء في تلك الليلة بعد ان اصبحوا ازواجا لعاهرات، اخوانا لعاهرات، وابناء لعاهرات، وكان اشرف شريف فيهم هو الاب..ابن العاهرة.

No comments:

Post a Comment