Saturday, March 14, 2015

منع الاختلاط...


مساء الخير/صباح الخير، كلا بحسب التوقيت الذي يقرأ فيه هذا الموضوع.



ملاحظة: هذا الموضوع يختص بواقع المجتمع العربي فقط، وأي تشابه بينه وبين اي مجتمع آخر فهو وليد الصدفة وليس معنيا بهذا الموضوع بأي شكل من الاشكال.




العلاقة بين الرجل والمرأة، رغم انها علاقة طبيعية، إلا انها تشكل هاجسا لمجتمعاتنا، يرغبون في تقنين طرق التواصل بين الاثنين، فالاختلاط قد يؤدي الى التعارف، والتعارف الى الحب، والحب الى الزنا.
سلم تدريجي تقليدي في رأس كل عربي تقريبا، لا يرغب بحدوث هذا السيناريو لقريباته تحديدا، و "طز" في باقي المجتمع، فليس لديه مشكلة ان يقوم هو نفسه بصعود هذا السلم على حساب فتاة اخرى لا يقبل اخوانها بان تكون مطية للحصول على الملذات الجنسية لرجل آخر، وربما كان ذلك أسوأ كابوس قد يعيشه اي رجل، ان يكتشف ان احدى قريباته على علاقة برجل آخر، كابوس لا يضاهيه في السوء الا خبر وفاة هذه القريبة، ان لم يكن خبر وفاتها اهون بالنسبة اليه، حتى ان القتل احيانا يكون هو الحل لهذه المشكلة، تطبيقا لقول الشاعر: لا يَسْلَمُ الشَّرَفُ الرَّفِيعُ مِنَ الأَذَى حَتَّى يُرَاقَ عَلَى جَوَانِبِهِ الدَّمُ.
أسهل الحلول بالنسبة لي ليست دائما هي الافضل، الابوين الذان يضربان ابنائهما لم يختارا الحل الافضل وهو تربية الطفل ولكنهما اختارا الطريقة الاسهل والتي يصدف انها الاسوأ في تربية الطفل.
لذلك قامت دولنا باستخدام الضرب، أسهل الحلول وليس أفضلها، فبدلا من تربية الاجيال وتعويدها على احترام الاخر وتقبل اختلافه بغض النظر عن الجنس او العرق او الجنسية..الخ، قامت بحل هذه المشكلة بمصطلح رنان تطرب له إذن المواطن البسيط: "منع الاختلاط"، منع "الذئاب" ان تقفز على السور المجاور لتأكل "الغنم".

ولكن هل نجحت هذه الطريقة؟ هل حققت اهدافها؟

إن اهم هدف (ان لم يكن الهدف الوحيد) في منع الاختلاط هو وقف التواصل بين الذكور والاناث، لضمان عدم حدوث اي علاقات بين الطرفين، لكن رغم ذلك كانت العلاقات تحدث، ليس بسبب وجود اماكن تسمح بالاختلاط، انما لوجود الرغبة "الانسانية" الطبيعية في الدخول في علاقة مع الجنس الآخر، واذا كان هناك ارادة على فعل شيء، فسيكون هناك نجاح في الوصول اليه، وكما نقول دائما: الحاجة ام الاختراع، اتذكر انني في ايام دراستي الجامعية، كنا نعرف اين هي اماكن تواجد البنات ونقصدها متعمدين، كما كن الفتيات يقصدنها لذات السبب، ويحصل فيها التعارف ضاربين بعرض الحائط قوانين منع الاختلاط التي لم تنجح الا في فصلنا في مقاعد الدراسة،وفي زمن مثل زمننا الان فلا يحتاج التعارف والدخول في علاقة الى اختلاط، قد يتعارف الاثنان وكل منهما في غرفته، يظن والداه انه نائم وهو يتبادل كلمات الحب مع الطرف الاخر عبر هاتفه، وانا متأكد باننا لو قمنا بسد جميع الابواب في اوجه الشباب والبنات، ان ذلك سيحصل، شئنا ام أبينا.

على النقيض، ما المشاكل التي ولدها منع الاختلاط؟

1- الحاجة الى ضعف المساحات للبناء: المدرسة التي ستبنيها ستحتاج منها اثنين في كل مرحلة، مما يأخذ مساحات اكبر، وقس على ذلك المستشفيات بأقسام خاصة للنساء (ولا اقصد امراض النساء هنا) واقسام خاصة للرجل وهلم جرا.
2- الحاجة الى ضعف عدد الموظفين: كما انك تحتاج الى مساحات مخصصة لكل جنس على حده، فإنك ستحتاج الى موظفين لكل جنس على حده، واذا كان عدد الموظفين وخبراتهم لا تكفي ستضطر الى التعاقد مع موظفين من الخارج لسد الحاجة.
3- النظرة الدونية للمرأة: الفصل بين البشر في هذه الحالة ليس بناء على العمر او على الافكار، انما بناء على اختلاف الاعضاء التناسلية، وهو ما يجعل الفتاة تدرك بأن هذا هو اهم اختلاف يراه المجتمع فيها، فالذكاء والتفوق والفكر كلها امور ثانوية، فتذكري ان هدف الذكر من الوصول اليك هو الحصول على متعته، فلا تسمحي له بالحصول على ذلك الا وفقا للاطر التي نتعامل بها، وبعد ذلك فلا شيء مهم، ونفس النظرة تتكون في ذهن الذكر: ان الهدف الرئيسي من هذا الكائن هو المتعة الجسدية فقط، مما ينتج لدينا مجتمعا ينظر الى حجاب الطبيبة قبل انجازها، ولعل ابسط مثال على هذه الحالة قضية حجاب الدكتورة غادة المطيري.
4- ظهور نمط مشوه من المثلية الجنسية: بالنسبة لي المثلية الجنسية ليست عيبا، وليست مشكلة تحتاج الى حل أصلا، المشكلة هي ان يقوم الشخص المغاير بمحاكاة السلوك المثلي بهدف الحصول على المتعة الجنسية فقط، وقضايا الاحداث الذين يتم استدراجهم بالحيلة كفيلة بتأكيد ما اقصده.

اعتذر للاطالة.

No comments:

Post a Comment