Monday, March 16, 2015

الحاجة ام الاختراع

اتذكر في طفولتي، وعند انتقالي من المرحلة الابتدائية الى المرحلة المتوسطة، مروري بحالة يمر بها جميع الاطفال في هذا السن، وهي محاولة الاخرين التعدي بالضرب، وهي طبيعة في الانسان بغرض فرض السيطرة، وكان تفوقي في الدراسة -والذي لم يلازمني طويلا للأسف- بيئة جاذبة لتلك المضايقات، وأدركت ان هذه المضايقات لن تنتهي بمجرد ان أتجاهلها بل على العكس ستصبح اكبر مع مرور الوقت وتكوين عصابات صغيرة دون ان اكون جزءا منها.
وكنت أعلم انه يجب علي مواجهة هذه المضايقات من زملائي بحزم وشدة، ولن يسعفني في ذلك لا معلم ولا مسئول، ومع ضعف بنيتي الجسمانية قررت ان استخدم طريقة اخرى، طريقة نجحت بشكل لم اتوقعه، ورسمت خطا أحمر لجميع من يحاول التعرض لي بالضرب، وجعلته يفكر مرتين قبل ان يتجرأ على مضايقتي، فماذا فعلت؟
المرحلة المتوسطة عندنا كانت تنقسم الى اربع مراحل، كنت انا في أولها، فاتجهت الى صبي ضخم البنية في المرحلة الرابعة ويبدو عليه الغباء، وخصصت جزء من مصروفي اليومي له، وأصبحت اشتري له من المقصف وأسلم عليه يوميا امام الجميع، رغم انني الى اليوم لا اعرف اسمه :) ، وبمجرد ان قرر الصبية في احد الايام التعدي علي بالضرب في الفرصة، طلبت منهم بكل ثقة البقاء في اماكنهم وذهبت بخطوات سريعة -رغم اني كنت خائفا في الداخل- متجها الى صديقي الوهمي، وماهي الا ثواني حتى سمعتهم يصرخون قائلين "راح ينادي رفيجه اللي برابعة متوسط" وانفضوا بعدها كالقطط، ولم اتعرض للمضايقة مرة اخرى في تلك المدرسة حتى انتقلت الى مدرسة اخرى، وطوال فترة بقائي كنت واثقا من نفسي ولا اخاف من أحد، لان لدي صديق وهمي أكبر وأقوى منهم، ورغم انهم لا يدركون انه ليس فعليا صديقي، الا ان جهلهم بهذه المعلومة جعلهم يتخذون من التحوط مبدأ لهم.

فكر جيدا عزيزي القارئ قبل ان تجيب على السؤال القادم، هل لا يزال لديك انت ايضا..صديق وهمي؟ 

No comments:

Post a Comment