Saturday, March 14, 2015

خوف من المجهول

باعتقادي ان العقل البشري يعمل على أكمل وجه، ولا يوجد هناك شخص نستطيع ان نطلق عليه صفة "غبي" ولكن هناك الاشخاص بطيئي الفهم، او الذين يحتاجون الى طريقة مختلفة لإيصال المعلومة لهم، الا حينما يتعلق الموضوع بالمشاعر، وأفكر كثيرا في هذا الامر، متى تتدخل المشاعر؟ ولماذا تغلب العاطفة على صوت العقل في كثير من الاحيان؟
لم اجد حقيقة تفسيرا للأمر ولكن وضعت افتراضية احببت مشاركتها، وهي ان العواطف تنشئ من الجهل وهو عدو الانسان الاول، فعندما تجهل نتيجتك في الاختبارات مثلا، ستبقى قلقا وخائفا ومتوترا، رغم انه لا يوجد هناك سبب منطقي يدعوك لذلك سوى جهلك بالنتيجة، والذي يجعلك تفكر في عواقب رسوبك في حال تخطيطك للأسوأ، وعلى النقيض تماما؛ اذا كانت نتيجة الاختبار جيدة فسيغلب عليك نوع آخر من العاطفة وهو الفرح والسعادة، وكلما زادت ثقتك في معرفة نتيجة المجهول الذي ينتظرك -بغض النظر عن نوعه- كلما قل الخوف والقلق وبالتالي يبدأ العقل في العمل على أكمل وجه، ورغم ان السعادة لا ترتبط بشكل مباشر بالمجهول انما بنتيجة لشيء مجهول ايضا، الا انها تبقى نوعا من المشاعر يبدأ بالانخفاض تدريجيا حتى يعود الشخص الى طبيعته.
كان هذا محور نقاشي قبل اسابيع مع صديقة مقيمة في المانيا، كانت تشتكي كثيرا من نبذ اهلها لها كونها لادينية، ومن زيادة وزنها رغم ممارستها للرياضة بانتظام (بدون نظام غذائي جيد) ومن اعمالها الفنية التي تجد صعوبة في اكمالها لضيق الوقت، قالت لي انها ستصبح سعيدة جدا لو تغلبت على هذه المشاكل -التي اعتبر بعضها بسيطا- ولكنها مشاكل الناس في دول العالم الأول.
فكرت في كلامها كثيرا، وسألت نفسي سؤالا اعتبره جائزة وهدية منها، هل السعادة هي حالة مؤقتة، ام تصرف؟Is happiness a temporary state or an attitude
لماذا انتظر حدثا معينا حتى اصبح سعيدا؟ لماذا اجعل من سعادتي حالة مؤقتة ترتبط بحدث معين بغض النظر عن نوعه؟ 
أدركت بعد وقت طويل ان الحياة ليست بالجمال الذي توقعته، وان علي تحمل عواقب اي امر اقوم به، وان اكون شجاعا واثقا من نفسي، واساس هذه الشجاعة هي الاعتراف بالخطأ والرغبة في ان أكون على خطأ، لتصحيح افكاري قدر الامكان فلا أكون كما قال الشافعي إمعة (اذا الريح مالت مال حيث تميل) واتمسك بشدة بمقولة برتراند راسل: انا لست مستعدا ان اموت من اجل افكاري، لانها قد تكون..خطأ!!
اللذة التي اجدها في التفكير، وفي اكتشاف الخطأ جعلتني لا اجد سببا منطقيا للقلق او الخوف، ووجدت نفسي بعد فترة ابتعد عن الاستخدام المفرط للمؤثرات العقلية مثل الكحول، لانها تفقدني احساسي ونشوتي بالقوة التي اتمتع بها: قوة العقل.
وجدت نفسي اتسائل امام تساؤلات صديقتي: ما الذي يمنعني من ان اكون سعيدا طوال الوقت، مالم تحدث حالة مؤقتة..تتلاشى مع الوقت.

No comments:

Post a Comment